تونس 2011 – سوريا 2025 نقاط التشابه في إدارة المرحلة الإنتقالية

 

تونس 2011 – سوريا 2025

نقاط التشابه في إدارة المرحلة الإنتقالية

 

 

         تأتي المرحلة الإنتقالية في سوريا بعد عدة تجارب عربية آخرها تجارب دول الربيع العربي ما بعد 2011. اللافت في إدارة المرحلة الإنتقالية في سوريا هو تشابهها مع التجربة الإنتقالية التونسية (التي امتدت من 2011 إلى سنة 2014 وانتهت بكتابة دستور 2014 الذي حاز على توافق جميع مكونات المجتمع التونسي آن ذاك) في عدة نقاط.

عودة على ظروف تولي حركة النهضة الحكم في 2011 في تونس

بداية تلتقي التجربة السورية مع التجربة التونسية في الطريقة التي انتهى بها الصراع مع النظام السابق، حيث أنه وبهروب رأس النظام بن علي في تونس وبشار في سوريا انهار النظام بكامله حيث شهدنا استعداد المؤسسات السياسية لتسليم السلطة للقوى الثورية واستعداد الإدارة للعمل تحت اشراف السلطة الجديدة، مما سهل عملية الدخول في مرحلة انتقالية.

ومع أن إدارة المرحلة الإنتقالية في سوريا منذ البداية كانت من قبل قوة ثورية على عكس التجربة التونسية، التي كان لعناصر النظام السابق دور أطول وأكثر أهمية في المرحلة الأولى من الفترة الإنتقالية قبل انتخاب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، إلا أن السلطة السورية يبدو أنها اقتدت بالتجربة التونسية في إدارة المرحلة الإنتقالية خاصة في كيفية التعامل مع النظام السابق وطريقة إدارة العملية الإنتقالية وكيفية التأسيس لنظام جديد.

التعامل مع النظام السابق

بشكل مشابه للثورة التونسية لم يحصل في سوريا ملاحقة لعناصر النظام السابق واقتصرت المحاسبة على العاملين في المجال الأمني. كذلك تم الإبقاء على المؤسسات والبناء على ماهو موجود منها، وذلك في اقتداء واضح بالثورة التونسية، حيث تمت عملية الانتقال في تونس في إطار المؤسسات والدستور القائم وسمح لعناصر النظام القديم بإدارة المرحلة الأولى من الفترة الإنتقالية لحين انتخاب أعضاء المجلس التأسيسي وهو ما حصل في سوريا حيث تم الإبقاء على رئيس الوزراء لفترة قبل تفويض الشرع لإدارة المرحلة الإنتقالية وتنصيب حكومة جديدة.

نظرية التمييز بين الدين والسياسة

إدارة العملية الانتقالية

في طريقة إدارة العملية الإنتقالية يبرز تأثر السلطة السورية بالتجربة التونسية في اعتمادها على الانفتاح على الجميع والابتعاد عن حالة الاستقطاب الإقليمي والتركيز على بناء سوريا. حيث زار الشرع عدة بلدان كما فتح قنوات الإتصال مع كل القوى بما في ذلك تلك التي ساندت النظام السابق وذلك في إطار البحث عن داعمين لسوريا وللثورة السورية، وقد كان الباجي قائد السبسي قد اعتمد هذا النهج في إدارته لمرحلة ما بعد بن علي حيث عمل على ايجاد الدعم السياسي والمالي للثورة التونسية من مختلف الجهات الإقليمية والدولية التي رأت مصلحة لها في دعم الثورة التونسية.

التأسيس لنظام جديد

اختارت القوى الثورية في سوريا كما في تونس 2011 ، في تأسيسها لنظام ما بعد الثورة إعادة صياغة العقد الإجتماعي المتمثل في دستور جديد تشارك فيه كل مكونات المجتمع المدني دون إقصاء. وقد انطلت تونس في صياغة دستور الثورة 2014 بعد جدل من ورقة بيضاء ودامت صياغة الدستور مدة 3 سنوات حصلت فيها أحداث كبيرة كادت أن تنهي التجربة الإنتقالية في بدايتها إلا أن توافق القوى السياسية والمدنية أنقذ الفترة الإنتقالية فكيف ستتعامل القوى الثورية في سوريا مع تحديات المرحلة التأسيسية؟؟  

    

 

 

 

 

 

إرسال تعليق

0 تعليقات