مكانة الإسلام في دستور 2014
تطرق
دستور 2014 إلى الإسلام في ثلاث فصول تم بموجبهم تحديد مكانة الإسلام من خلال
تحديد موضع الإسلام في علاقة بالدولة
والتشريع.
بالنسبة
لمكانة الإسلام في التشريع فقد وضع الدستور الإسلام كدين في مكانتين متناقضتين في
الأهمية. من جهة اعتبر الدستور الإسلام مصدر للتشريع. وإن لم يتم التنصيص صراحة
على أن الإسلام مصدر للتشريع، إلا أنه من خلال التنصيص في الفصل الأول على أن
الإسلام دين للدولة فأنه يمكن أن تستنتج منه أن الإسلام يعتبر مصدرا للتشريع
بالرغم من أن السلطة التأسيسية قد اعتمدت هذا الفصل الغامض في إطار التجاذب بين
الإسلاميين والعلمانيين.
دعوة النخبة التونسية إلى ألغاء التنصيص على الإسلام في الدستور لعزل حركة النهضة
من
جهة أخرى اعتبر الدستور في الفصل السادس منه الإسلام كموضوع للتشريع. فمن خلال
الفصل السادس الذي ينص على أن الدولة راعية للدين ويلزمها بحماية المقدسات يكون
الدستور التونسي قد وضع الدين الإسلامي في نفس المكانة مع بقية الأديان. وأصبح
الإسلام يمثل أحد المواضيع التي تتناولها القوانين والتراتيب بهدف الإشراف
والرعاية والحماية.
أما بالنسبة لمكانة الإسلام في الدولة فقد ميز دستور 2014 الإسلام بالعلوية المطلقة على بقية الأديان. اعتبر الدستور في فصله الأول الإسلام كدين مميز للدولة التونسية. كما وضع الإسلام كشرط من شروط الترشح لرئاسة الجمهورية. حيث فرض الفصل 74 على المترشح لرئاسة الجمهورية أن يكون دينه الإسلام.
0 تعليقات