هل أخطأ التونسيون بانتخابهم قيس سعيد؟


هل أخطأ التونسيون بانتخابهم قيس سعيد؟





 

في ظل أزمة سياسية واقتصادية تعيشها البلاد التونسية يتساءل البعض هل أخطأ التونسيون بانتخابهم قيس سعيد؟ وهل أخطأت الأحزاب السياسية بدعمها لقيس سعيد؟

خلافا للدور الأول الذي كان فيه العديد من الخيارات أمام التونسيين، فإن انتخاب قيس سعيد في الدور الثاني أمام خصمه نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس كان ايجابيا وضروريا بالنسبة للدولة في ذالك الوقت.

انتخاب قيس سعيد كان خطوة مهمة في سبيل حسم الجدل حول مسألة ازدواجية النشاط الجمعياتي الحزبي. كان أحد المسائل الخلافية المهمة التي طرحت خلال الحملة الانتخابية هو ازدواجية النشاط الحزبي/الجمعياتي وبالخصوص استغلال النشاط الخيري للدعاية السياسية. وقد مثل نبيل القروي المترشح للدور الثاني للانتخابات الرئاسية أبرز مثال على ذلك. كان نبيل القروي رئيس حزب قلب تونس قد ظهر في البداية كمؤسس لجمعية خيرية تقدم مساعدات لفئات ضعيفة الدخل. وكان يظهر بصفة دورية في برنامج اجتماعي يبث على قناة تلفزية يغطي نشاطات الجمعية وهو ما اعتبره العديد استغلالا للجمعية الخيرية من جهة وللقناة التلفزية من جهة أخرى للدعاية السياسية لصالحه ولصالح حزبه السياسي قلب تونس.   

بعد مرور المترشحين نبيل القروي وقيس سعيد بفارق بسيط للدور الثاني حظي قيس سعيد بدعم أغلب الأحزاب السياسية  والشخصيات الوطنية وطلبة الجامعات...ضد نظيره نبيل القروي. وقد كان أساس هذا الدعم وقد عبر الجميع عن ذلك هو رفض للسياسة الدعائية التي اعتمدها نبيل القروي والتي استغل فيها وسيلة إعلامية خاصة وجمعية خيرية. هذا الدعم كان في الحقيقة رفضا لاستغلال العمل الجمعياتي في السياسة. كان دعم لشخصية مستقلة ضد شخصية مزدوجة النشاط (جمعياتي/سياسي). هذا الدعم الكبير الذي قدم لقيس سعيد من قبل مختلف مكونات المجتمع يعبر عن موقف اتخذه المجتمع من مسألة استغلال العمل الخيري للدعاية السياسية.      

إرسال تعليق

0 تعليقات