القيادة لدى حركة النهضة في الفكر والممارسة

 

القيادة لدى حركة النهضة في الفكر والممارسة



 

تمثل "مسألة القيادة" أحد مظاهر غياب الديمقراطية داخل الحركات الإسلامية الإخوانية. وقد أثارت مسألة القيادة جدلا كبيرا داخل حركة النهضة منذ تأسيس الحركة إلى الآن، كما حضيت باهتمام الباحثين واتخذت تجاهها مواقف من قبل الفرقاء السياسيين إلى حد المطالبة بتنحي رئيس الحركة، ويعتبر تصريح راشد الغنوشي بنيته عدم الترشح مستقبلا لقيادة الحركة توجه جديد للحركة نحو القطع مع المفهوم الإخواني للقيادة الذي يعيق تكريس الديمقراطية الداخلية للحزب. في هذا المقال لنا عودة على "مسألة القيادة" لدى حركة النهضة في الفكر والممارسة.  

"القيادة" في فكر حركة النهضة

تبنت حركة النهضة منذ تأسيسها مبادئ التنظيم الحركي الإخواني الذي يتميز عن المبادئ التنظيمية للأحزاب السياسية المعاصرة. وبخصوص مسألة القيادة، تتميز الحركة الإخوانية بشخصنة القيادة، ف"القيادة في مفهوم الإخوان هي شخص أكثر منه مؤسسة، شخص ينتهي وتكون معه نهاية قيادة ولابد من شخص آخر فيه سمات قيادية لتكون معه بداية قيادة جديدة"[1]. 

وقد عبر راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة وأحد أبرز مؤسسيها عن تبنيه لنفس هذا التوجه ففي تصريح له لصحيفة الشروق الجزائرية حول اتجاه الحزب في مؤتمر 2007 المنعقد بلندن إلى تحديد سقف الترشح لرئاسة الحركة لدورتين فقط، بين أنه لا يجد مانعا شرعيا في تجديد انتخاب نفس الشخص لعدة مرات، وأنه ليس من لوازم الديمقراطية والشورى تحديد الدورات التي يجدد فيها للقائد مادامت هناك عملية ديمقراطية يتم فيها تنافس حقيقي[2].  

       

"القيادة" في الممارسة السياسية لحركة النهضة

 خلافا لحركة الإخوان المسلمين التي ظلت بلا قيادة لمدة ثلاث سنوات، وذلك من سنة 1949 إلى سنة 1951،  قبل أن تؤول لحسن الهضيبي، فإن حركة النهضة  قد شهدت تداول كل من الصادق شورو والحبيب اللوز ومحمد بن سالم وحمادي الجبالي على رئاستها، غير أن انتخاب هؤلاء تم في ظروف استثنائية عندما يكون الغنوشي مسجونا أو متخفيا أو خارج البلاد، أما الرأي العام فلم يعرف غير الغنوشي رئيسا للحركة. وهو ما تبينه القائمة التالية لرؤساء حركة النهضة:  

·        راشد الغنوشي (أفريل 1972- ديسمبر 1980)

·        عبد الرؤوف بولعابي (ديسمبر 1980- أفريل 1981)

·        راشد الغنوشي (أفريل 1981- جويلية 1981)

·        الفاضل البلدي (جويلية 1981- أكتوبر 1981)

·        حمادي الجبالي (أكتوبر 1981- أكتوبر 1984)

·        راشد الغنوشي (نوفمبر 1981- أوت 1987)

·        صالح كركر (أوت 1987- أكتوبر 1987)

·        جمال العوى (أكتوبر 1987- أفريل 1988)

·        الصادق شورو (أفريل 1988- مارس 1991)

·        محمد القلوي (مارس 1991)

·        محمد بن سالم (أفريل 1991- جويلية 1991)

·        الحبيب اللوز (جويلية 1991- سبتمبر 1991)

·        نورالدين العرباوي (أكتوبر 1991)

·        وليد البناني (أكتوبر 1991- نوفمبر 1991)

·        راشد الغنوشي (نوفمبر 1991)

تطرقت حركة النهضة خلال المؤتمر العاشر إلى مسألة البناء التنظيمي للحزب غير أن الإصلاحات الهيكلية والتنظيمية لم تقطع مع مبادئ التنظيم الحركي. لم تشمل الإصلاحات على مستوى الديمقراطية الداخلية للحزب مسألة التداول في قيادة الحركة  حيث تمت المحافظة على نفس القيادة بإعادة انتخاب راشد الغنوشي رئيسا للحركة.

  

 



([1]) النفيسي (عبدالله فهد)، الحركة الإسلامية.. ثغرات في الطريق، الطبعة الثانية، مكتبة آفاق، الكويت 2013، ص 84.

([2]) العلاني (علية)، الحركة الإسلامية التونسية ومسألة البحث عن الذات، (الحداد محمد) وآخرون، من قبضة بن علي إلى ثورة الياسمين الإسلام السياسي في تونس، مركز المسبار للدراسات والبحوث، الطبعة الثالثة، الإمارات المتحدة 2011، ص 243 الهامش رقم 50.  

إرسال تعليق

0 تعليقات