قراءة لآثار اقصاء العريضة الشعبية في انتخابات 2011





قراءة لآثار اقصاء العريضة الشعبية في انتخابات 2011



في جوابه عن تسائل الأمين البوعزيزي "رباه أي خطيئة فادحة ندفع ثمنها غاليا"

 

 كتب  د.الهاشمي الحامدي على صفحته الرسمية على فايسبوك: الخطيئة الفادحة كانت اقصاء العريضة الشعبية من الحكم في 2011 واقصاء جمهورها والسطو على كتلتها ويضيف أنه كان يفترض ان يتم التحالف معها ومع جماهيرها لترسيخ حزام شعبي للثورة من صفوف العاطلين عن العمل والمحرومون من التغطية الصحية والفقراء والمهمشين...

لكن في رأي أن الدكتور الهاشمي الحامدي يتغافل عن بعض المعطيات السياسية والحقائق.

فالتحالف مع العريضة الشعبية ذات نفس التوجه الفكري لحركة النهضة تقريبا ماكان الا أن يضاعف من الأزمات السياسية اللتي عرفتها البلاد في ضل تنامي موجة العداء للاسلام السياسي داخليا وخارجيا في تلك الفترة. غير أن تقاسم السلطة بين اسلاميين وعلمانيين خفف من حدة الاستقطاب ولو بنسبة ضعيفة من جهة كما أنه خفف من عبئ تحمل التيار الاسلامي بتونس لمسؤولية كتابة الدستور التي لا يزال البعض الى الآن يحاول جاهدا الترويج الى أن دستور 2014 هو دستور حركة النهضة.

من جهة أخرى فيما يتعلق بالمضلمة التي يروج لها فإن السيد الهاشمي الحامدي يتغافل عن اهم الاسباب الذاتية التي ادت، لخسارته لحزبه السياسي وخسارة تونس حسب رأيه فرصة التغيير، وهو أن العريضة الشعبية لم تكن حزب في الواقع حيث أنه من أهم مقومات الأحزاب السياسية هو الاستمرارية. التفكك بمجرد انتهاء السبب الذي تجمع حوله اعضاء العريضة الشعبية وهو الفوز بالانتخابات أكبر دليل على عدم الجدية والانتهازية التي يتحلى بها أعضاء هذا الحزب الذين كانوا سيشكلون كتلة هامة ومؤثرة داخل المجلس التأسيسي. فعبارة سطو على الكتلة فيها تنصل من المسؤولية التي يتحملها مؤسس الحزب في اختياره لشركائه. بل يعزز من موقف حركة النهضة في عدم اخذها هذا الحزب على محمل الجد. ولو أن اعضاء العريضة الشعبية كانوا يؤمنون فعلا بمشروعهم لما تخلوا عنه بمجرد ان عرض عليهم الانضمام لأحزاب أخرى.

هذا النوع من التجمعات لايصلح للحكم ولنا في مثيله حزب نداء تونس العبرة.

حزب نداء تونس هو الآخر يفتقر لاسباب الاستمرارية. هو تجمع حول فرد وهو المرحوم الباجي قايد السبسي دون قابلية حقيقية لحمل مشروع سياسي. وكانت النتائج وخيمة على الحزب الذي تفكك بمجرد ابتعاد مؤسسه بتقلد منصب رئيس الجمهوري، وبالتالي على البلاد التي فوتت عليها فرصة البناء بل ودخلت في ازمات سياسية خلقتها الصراعات داخل النداء تونس بين قياداته التي لم تكن ترى فيه الا وسيلة لتحقيق رغبات ذاتية.

 


إرسال تعليق

0 تعليقات