منهجية دراسة طالب الحقوق

 



منهجية دراسة طالب الحقوق 

تأتي النتائج الإيجابية تتويجا لحلقات متواصلة من العمل المدروس وفقا لمنهجية دراسة محددة يعتمدها الطالب، ويقصد بمنهجية دراسة طالب الحقوق الطريقة التي يعتمدها طالب القانون في دراسته لهذا المجال والتي تفضي إلى تكوين شخصيته القانونية المستقلة وتعليمه كيف يفكر وكيف يستخرج النقاط القانونية وتعويده على تحمل العبء بنفسه.  

يسهم التطرق إلى مسألة منهجية دراسة القانون في تكريس الصبغة العلمية لهذا المجال ويدعم تصنيفه ضمن العلوم الدقيقة بالإضافة إلى الأهمية العملية المتمثلة في المساهمة في إزالة تعقيد باقي المواد القانونية، فماهي المنهجية التي يمكن لطالب القانون اعتمادها على المستوى الشخصي في دراسته لهذا المجال؟   

تمثل الإجابة على هذا السؤال حصيلة التجارب والملاحظات والاستنتاجات الشخصية التي وقع بلورتها في قواعد عملية تم تقييمها بناءا على ما جاء في جملة من الدراسات والكتابات لأخصائيين في هذا المجال أبرزها "المنهجية التطبيقية" لصالح طليس وهو دكتور في الحقوق.

ليتمكن طالب القانون من فهم جملة المواد القانونية والنجاح فيها على المستوى الأكاديمي أولا والمستوى المهني ثانيا يجب على الطالب العمل على التزود بالمعلومات النظرية اللازمة بالإضافة إلى اكتساب أسلوب عملي لحل المشكلات القانونية المطروحة عليه.

I- طريقة جمع المعلومات  

يتم جمع المعلومات من خلال حضور المحاضرات والمراجعة.

1-حضور المحاضرات:

يعتبر حضور المحاضرات الطريقة الأنسب للحصول على المعلومات وذلك للفوائد التي سيتحصل عليها الطالب إذا ما انتبه إلى آليات الاستفادة من المحاضرة. 

يعتمد العديد من الطلبة على نسخ الدروس من زملاءهم، لكن حضور المحاضرات سيمكن الطالب من الاستفادة من قراءة المحاضر وتفسيره لمحتوى الدرس والنقاط التي يمكن أن يستعصى على الطالب فهمها بمفرده إذا قام بنسخ الدرس.

تحصل الاستفادة من المحاضرة من خلال حسن الإصغاء إلى الأستاذ المحاضر وتدوين الملاحظات المهمة، على أن لا يتلهي الطالب بتدوين الملاحظات دون فهمها، كما أن حضور المحاضرات لأخذ الدروس وتدوين الملاحظات يجب أن تتبعه مراجعة يومية تهدف إلى ترسيخ المعلومة في ذهن الطالب.         

2- المراجعة:

تمثل مرحلة أساسية لتزود الطالب بالمعلومات النظرية اللازمة وهي مرحلة تكميلية لمرحلة حضور المحاضرات، كما يمكن أن تكون مرحلة تدارك بالنسبة لمن تغيب عن المحاضرة لسبب قاهر.

 تمكن المراجعة أو المذاكرة من ترسيخ المعلومات في ذهن الطالب وتساهم في معرفته للنقاط التي لا تزال غير واضحة في الدرس ويحتاج إلى جهد أكبر لاستيعابها. كما تلعب المراجعة دور هام في إثراء الزاد المعرفي لدى الطالب. بالإضافة إلى أنها تمكنه من تدارك نفسه قبل الامتحان.

لهذه الأهمية يجب أن تكون المراجعة يومية، أي في اليوم الذي أخذ فيه الدرس أو في اليوم السابق للمحاضرة التالية لنفس المادة، بحيث تسير المراجعة بالتوازي مع المحاضرات مما يسمح للطالب باستيعاب سلس للمادة، لا أن تترك المراجعة لحين وقت الامتحان كما يفعل الغالبية.

أما بالنسبة لطريقة المراجعة فهي تنقسم إلى مرحلتين: فهم الدرس وإثراءه. لفهم محتوى الدرس يقوم الطالب بقراءة أولية لكامل الدرس تهدف إلى أخذ فكرة عامة عن النقاط الكبرى المطروحة ثم قراءة مدققة للدرس تهدف إلى استيعاب كل عناصره بالاستعانة بما تم تدوينه من ملاحظات.  بعد استيعاب محتوى الدرس يقوم الطالب بتلخيص ما جاء فيه من أفكار. التلخيص سيسهل على الطالب المراجعة للامتحان حيث ينمي الذاكرة لديه، كما يساهم في اكتسابه لأسلوب شخصي في الكتابة والتحليل حيث يبعد الطالب عن أسلوب المحاضر.       

بعد فهم الدرس يعمل الطالب على إثراء معلوماته بالإطلاع على مراجع ثانوية وخاصة تلك التي أشار إليها المحاضر. تكمن أهمية ذلك في ترسيخ المعلومات الأساسية في ذهن الطالب. إثراء معلومات الدرس بالحصول على تفسيرات وتوضيحات للمعلومات التي وردت في الدرس باقتضاب. اكتشاف أساليب أخرى للتحليل بما ينعكس ايجابيا على اكتساب أسلوب عملي لحل المشكلات القانونية.

II اكتساب أسلوب عملي

يكتسب الطالب أسلوب عملي لحل المشاكل القانونية المطروحة أمامه سواء أثناء الامتحان أو خلال عمله كرجل قانون من خلال العمل على التمكن من المنهجية القانونية والتدرب على حل التمارين القانونية.

1-التمكن من المنهجية القانونية:

نقصد بالمنهجية القانونية الطريقة العلمية التي يجب إتباعها في حل مختلف التمارين القانونية. يمثل التمكن من منهجية التمارين القانونية خلال السنة الأولى لدراسة القانون مفتاح النجاح في هذا المجال، كما تمثل القواعد المنهجية بوصفها الإطار الذي ستعرض داخله مختلف المعلومات المكونة للإجابة على التمرين القانوني نصف الإجابة. 

يتم اكتساب المنهجية القانونية بداية بفهم مختلف القواعد المنهجية المعتمدة لحل مختلف التمارين القانونية، وذلك من خلال حضور حصص الدروس الموجهة وكذلك الإطلاع على ما نشر في هذا الصدد. في مرحلة ثانية، يقوم الطالب بحفظ القواعد المنهجية بحيث يصبح الطالب قادر على استعادتها في ذهنه كلما أراد.  

2-التدرب على حل التمارين القانونية

   يساعد التدرب على حل التمارين القانونية على تقييم مدى ترسخ المعلومات النظرية سواء المتعلقة بالدرس أو المتعلقة بالقواعد المنهجية في ذهن الطالب. يساهم أيضا في تحسين القدرة على تبويب المعلومات وتنظيمها. ينمي الثقة لدى الطالب بقدراته ويساهم في اختفاء الخوف لديه من الامتحانات تدريجيا مما يجعل من حل التمارين الأسلوب الأمثل للتحضير للامتحانات.

أما عن طريقة التدرب على حل التمارين القانونية فإنه من المعتاد أن يطرح تمرين قانوني كل أسبوع ضمن حصص الدروس الموجه وسواء تم حله داخل الفصل أو لا فإن على الطالب الإطلاع عليه ومحاولة الإجابة عليه بمفرده خاصة قبل تقديم الحل من قبل الأستاذ في الفصل. كما ينصح الطالب بصياغة تمارين بمفرده مستلهمة من الدرس ويحاول الإجابة عليها. أيضا توجد العديد من نماذج التمارين على الأنترنات التي يمكن للطالب اعتمادها في التدريب. وتمثل مواضيع الامتحانات السابقة مادة خصبة ومهمة للتدرب على حل التمارين القانونية خاصة إذا تحصل الطالب على الإصلاح.    

إرسال تعليق

0 تعليقات