نصائح لإختيار موضوع مذكرة ماجستير








نصائح لاختيار موضوع مذكرة ماجستير




إنجاز مذكرة ماجستير ليس هو الهدف في حد ذاته بل هو خطوة أولى في سبيل تحقيق أهداف أكبر في مسيرة أي طالب يطمح لأن يترك بصمته في  مجال البحث العلمي. تمثل الماجستير أول بحث علمي تقوم به كباحث مبتدئ في مجال البحث العلمي وستأتي بعدها عدة بحوث منها ما تتطلبها مسيرتك المهنية ومنها ما ستقوم بها بدافع الشغف للعلم والمعرفة، لذلك فإن اختيار موضوع مذكرتك هو مسألة دقيقة عليك الانتباه لها جيدا لتحقيق مبتغاك ولكي لا تؤثر هذه المرحلة سلبا على مستقبلك كباحث أو أستاذ جامعي فلا تضطر إلى تعديل مسارك في كل مرة. فيما يلي جملة من القواعد التي يجب التقيد بها وأخذها بعين الاعتبار عند اختيارك لموضوع بحثك.               

حدد مجال تخصصك أولا


أول ما عليك التفكير فيه قبل الصياغة الجيدة لموضوع بحثك هي المجال الذي تريد التخصص فيه، فإذا كان القانون الدستوري مثلا ما يستهويك منذ بداية دراستك للقانون، لا يجب أن تختار موضوع ضمن مواد القانون الإداري. بل عليك الانتباه جيدا لما تحب لأن البحث العلمي  بطبيعته مرهق ويحتاج إلى صبر طويل وكونك لا تحب ما تفعله يجعل الأمر أكثر صعوبة وقد يدفعك ذلك إلى التراجع والعدول عن إتمام بحثك، حيث أن الشعور بالضيق والملل نتيجة حتمية لعدم الرغبة في فعل شيء ما.

كما أنك بهذه الخطوة تكون قد بدأت أول مرحلة في التخصص في المجال الذي تريده فكما قلنا سابقا بأنك في مرحلة البداية لرسم مسيرتك كباحث وأستاذ جامعي لذا عليك التفكير منذ هذه اللحظة في التخصص الذي تميل له أكثر من غيره من التخصصات كي لا تكون مرحلة الماجستير أو الدكتوراه مرحلة خاطئة في مسارك العملي تضطر لاحقا لتصحيحها. 

حدد أهم المسائل التي تهم ذلك المجال


توجد في كل مادة مسائل مهمة أكثر من غيرها تستهوي الباحثين وإشكاليات متعلقة بتلك المادة. وفي المواد القانونية توجد دائما ثغرات قانونية وإشكاليات في التطبيق وغيرها...  تمثل هذه النقاط مادة خصبة لتستلهم منها موضوع بحثك، فالبحث العلمي الجيد هو البحث الذي يدرس المشاكل ويطرح حلولا لها. 
    

 تجنب المواضيع الراهنة (sujet d'actualité)


قد يبهر هذا النوع من المواضيع المؤطر ويشجعك عليه لكني لا أنصحك بذلك. أولا لأن المسائل التي لا تزال مفتوحة يصعب التنبؤ بنتائجها، كما أن الجدل حولها يكون حادا وبعيدا عن الموضوعية حتى عند تناولها من قبل باحثين كبار، ذلك أن الموضوعية والحيادية تصعب في ضل تضارب المصالح وسعي كل طرف إلى تغليب رأيه. ثانيا لأن هذه المسائل تكون وقتية والجدل الحاد الذي يبهرك بها في أول الأمر سيختفي بسرعة ويتحول إلى مسألة أخرى. وبالتالي هذا النوع من المواضيع لا يتيح لك مستقبلا المواصلة فيه كباحث. فإذا كنت في مرحلة الماجستير فلن يتاح لك في مرحلة الدكتوراه المواصلة في نفس البحث وتكون بالتالي قد ضيعت جهودك في هذه المرحلة المهمة من بناء مستقبلك المهني.  

لا تترك مهمة اختيار الموضوع لمؤطرك  


بقدر ما يكون رأي المؤطر مهما عند اختيارك لموضوع بحثك إلا أن رأيك أيضا لا يقل أهمية، فارتياحك للموضوع له دور كبير في حسن سير البحث وسلاسته. وكما قلنا سابق لن تستطيع عمل ما لا تحبه، لذا لا تترك مهمة اختيار الموضوع لمؤطرك أبدا. وتفاديا لأي إحراج حاول أن تبادر أنت أولا باقتراح موضوع أو أكثر واطلب مشورته، في هذه الحالة سيتقيد باقتراحاتك ولن يخرج عنها. وتذكر أنك تستطيع قول لا إن لزم الأمر وفي أسوء الأحوال يكون قرار تغيير الأستاذ المؤطر أفضل بكثير من تغيير موضوع بحثك.         




إرسال تعليق

0 تعليقات