لماذا تحرك الغرب أخيرا ضد إسرائيل؟

 لماذا تحرك الغرب أخيرا ضد إسرائيل؟



تفاوض مباشر لإدارة ترمب مع حماس، اتفاق بين ترمب والحوثي يتجاوز إسرائيل، 14 دولة أوروبية تستدعي سفراء إسرائيل لديها، مراجعة معاهدة التجارة مع مستوطنات إسرائيلية...

توالت ردود الأفعال من الدول الغربية ضد إسرائيل، التي تخوض منذ عام وسبعة أشهر حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، انتهكت فيها كل بنود القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان، فكيف يمكن أن نفهم دوافع هذا التغيير في سياسة الغرب تجاه حليفه في المنطقة الكيان الصهيوني؟ هل هو نابع فعلا عن انفاذ القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان؟ لماذا هذا التحرك الآن في حين أن الشعب الفلسطيني يباد منذ عام وسبعة أشهر؟؟؟

السياق العام للتحرك الغربي ضد إسرائيل: 

إن هذا التحرك يأتي في فترة دخلت فيها إسرائيل حرب إستنزاف لا يمكنها فيها ربح الحرب ولو طال أمدها، القصف الجوي على مدى عام وسبعة أشهر ورطها في جرائم حرب ضد الإنسانية وأمام صمود الغزيين والتفافهم حول المقاومة لم تتمكن من تحقيق هدفها في الضغط على حماس من خلالهم علاوة على أن ذلك أجج الرأي العام العالمي ضدها وضد حلفاءها أوروبا وأمريكا، لقد أعطيت حكومة ناتنياهو الفرصة لفعل ماتريد في قطاع غزة لعلها تنجح في تحقيق بعض الأهداف، غير أن ذلك انقلب ضدها وضد حلفاءها، نتنياهو الذي يساعده استمرار الحرب على غزة بل ويسعى لتوسيعها اقليميا لتأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى، أصبح هو الخطر الذي يهدد إسرائيل ويهدد مصالح حلفاءها في العالم:

الغرب لم يعد قادر على تحمل نتائج حرب الإبادة: 

أوروبا وأمريكا لم تعد قادرة على تحمل نتائج حرب الإبادة، الضوء الأخضر الذي أعطي لناتنياهو في حربه على غزة أسقط كل القيم الغربية التي كان يتغنى بها الساسة الغربيين، أظهرت الحرب على غزة فاشية ووحشية العالم الغربي التي كان يخفيها قبل انتشار وسائل التواصل الإجتماعي التي فضحت زيف معتقداتهم، الغضب لدى الرأي العام الأمريكي والأوروبي يتصاعد باستمرار حرب الإبادة على غزة.
لقد سقطت أمريكا وأوروبا في فخ ازدواجية المعايير التي تتبعها، الرأي العام العالمي بات مقتنعا بعدم جدارة الغرب في سيادة العالم، المؤسسات الدولية التي حكم من خلالها الغرب دول العالم الثالث لم يعد لها مصداقية لدى الرأي العام العالمي، عدم التحرك أمام التعدي الإسرائيلي على مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان أفقد الرأي العام الثقة فيمن يسودون العالم وأصبح هناك اجماع عالمي على فساد القوى الغربية التي طالما قدمت نفسها الضامن لحماية حقوق الإنسان وتطبيق القوانين الدولية.
تحاول القوى الغربية الآن التنصل من مسؤوليتها تجاه غزة وفلسطين، وذلك باتخاذ اجراءات تقوي موقف حماس ضد حكومة نتنياهو بهدف دفع الأخيرة لقبول وقف الحرب وذلك استجابة لشعوبها التي يتنامى غضبها يوما بعد يوم. مشاهد ضحايا الحرب التي تخرج من قطاع غزة للعالم تحرج قادة الغرب أمام شعوبهم خاصة بعد استئناف الحرب بسب نقض حكومة نتنياهو لصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. يحاول القادة خاصة في أوروبا إنقاذ مستقبلهم السياسي وإنقاذ بلدانهم من التورط في حرب إبادة كانوا قد انخرطوا فيها فعليا، ويمكن أن تمثل بداية نهايتهم...

الغرب تحرك ضد إسرائيل لإنقاذ إسرائيل:

 بالعودة إلى السياق العام الذي جاء فيه تحرك الغرب ضد إسرائيل، تأتي هذه الإجراءات بعد اعتبار دخول إسرائيل في حرب استنزاف ستخسر فيها إسرائيل كل يوم من الجنود والآليات ما لا يمكن تحمله، الداخل الإسرائيلي من معارضة ومجتمع مدني بات معارضا للحرب على غزة بسبب ما خسره من تأييد للمجتمع الدولي وبسبب ما تكلفه إياه هذه الحرب من خسائر بشرية في صفوف الجنود وتعطل الحياة اليومية للمواطن الإسرائيلي بالإضافة إلى الحصار الجوي الذي يفرضه عليها اليمن، اليوم لم يعد هناك من يؤيد الحرب سوى حكومة نتنياهو واليمين المتطرف، ويعتبر استمرار الحرب السبب الوحيد لبقاء نتنياهو في الحكم واستمرار حكومته من اليمين المتطرف، 
لذلك فإن هذا التحرك لأمريكا وأوروبا يعتبر تحركا ضد نتنياهو وحكومته وليس ضد إسرائيل، اتخاذ هذه الإجراءات هو محاولة لإنقاذ ما تبقى من إسرائيل التي يضيق حولها الخناق يوما بعد يوم بسبب تعنت حكومة نتنياهو .            

 


إرسال تعليق

0 تعليقات